نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 435
صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد يا محمد، وفى رواية: يا رسول الله فلم يجبه. فقال: يا رسول الله إنّ حمدى لزين، وإنّ ذمّى لشين. فقال:" ذاك الله عز وجل" [1].
[معنى الآية]
ومعنى الآية على هذا واضح، فإنما هى تعليم للأمة أن تتخلّق بالصبر والأناة والرفق والحلم، وألا تشقّ على الرؤساء فى الحديث، فإنّ الرئيس كثير المشاغل عظيم المهام لا يتسع وقته لها جميعا، ولا يمكن أن يكون وقته موزّعا وفق أهواء الناس ومطالبهم، فعليهم: أن يدعوا له وقته ليصرفه فيما يراه خيرا لجماعته، ولا يتألموا من ذلك ولا يظنوا به الظنون، فإنما تلك ضرورة من ضرورات تنظيم الأعمال؛ لا بد من النزول على حكمها؛ حتى لا تفوت المصالح باضطراب الأوقات وخلل نظامها.
[ما يستفاد من الآية]
والذى نستفيده من هذه الآية الكريمة- بعد ما تقدّم من بيان معناها-: هذا الأسلوب الرائع الجميل المثمر فى التربية والتأديب، يعلم المؤدّب ذنب المذنب فيصارحه به فى حزم وعزم، ويعرّفه إياه حتى يكون على بيّنة منه، ويبين- له بعد ذلك-: آثار هذا الذنب ونتائجه، حتى يعلم خطرها ويستشعر ضررها، ثم يرشده بعد ذلك إلى ما كان يجب أن يفعل حتى يسير على هذا المنهج فيما بعد، ثم يظهر له الرفق والرحمة واللين والعطف حتى يتقبل بذلك النصيحة، وحتى تبرز إليه فى ثوب الإرشاد لا فى ثوب الانتقام، إلا أن يكون مدمنا على الإجرام فذلك له طريق آخر.
فقوله تعالى: (يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ) بيان لذنبهم، وقوله: (أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) توبيخ وبيان لنتائج هذا العمل، وقوله: (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا) تعليم لما يجب أن يكون، وقوله: (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) لطف بهم ورحمة.
ألا فليأخذ المربون كيف يقوّمون الأخلاق، ويصلحون النفوس، ونعم المعلّم كتاب الله. [1] رواه أحمد (4/ 541) و (7/ 540) والطبرانى فى" الكبير" (1/ 300) ورواه ابن أبى عاصم فى" الآحاد والمثانى" (1178) عن الأقرع بن حابس رضي الله عنه. وقال محققوا المسند: إسناده ضعيف لانقطاعه. انظر: المسند (25/ 369) حديث رقم (15991).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 435